ببعض الجهد، يمكن للمرء أن يلاحظ في أي عالم يدخله، أنه عالم جديد، ليس بمعنى أنه عالم قد تشكل للتو، ولكن أنه عالم في طور التشكل على الدوام، وأن ما يشاهده المرء عند رؤيته الأولى لعالم ما، ليست هي صورة هذا العالم الأولى أو المثلي، ولكنها إحد لحظات تحوله التي لا تنتهي، الجميع عابرون قد وصلوا لتوهم، ويحاولون التعامل مع الأمر، ليس هناك بالضبط أصالة لأحدهم في هذا العالم أو ذلك، إلا بقدر ما يمنحه تشكك الآخرين في أنفسهم، وبقدر رغبة هؤلاء الآخرين في تصورأن هناك قواعد ما تحكم الأمور
يا صديقي .. هناك نوع من الاستسلام يشبه السكينة .. كأن تتوقف عن الركض وراء الاشياء أو انتظارها
إن لك قلبا لطيفا طيباً .. لا يزال غضا طرياً يبحث في الارجاء عمن يكون عليه شفيقا ليناً .. و الدعم في فضاء افتراضي كالفيس بوك والسوشيال ميديا حيث لا يوجد تواصل حسي غير ان الافكار و الاحاسيس تنقلها الكلمات لشخص في مكانه القصي .. تعلقت بكيانه غير المرئي .. هذا الكيان الذي ملأ فيك جانبا فارغا من روحك فتعلق قلبك بها لكن هل هذا هو الحب ؟
اننا نخلط احيانا ايها الطيب بين الحب و الحاجة و بين التعلق النابع من ذات الشخص و التعلق النابع من ذواتنا نحن و حاجاتنا اننا احيانا نسقط مشاعرنا على شخص بعيد نجهل تفاصيله .. على كيان افتراضي وجدنا فيه شبها كبيرا بنا .. قد نتعلق بمن لمس شيئا في روحنا ذات عبور .. و قد نتوهم ان هذه المشاعر حب و عشق .. و لكنها ليست كذلك ..اننا فقط نبحث عن انفسنا و نبحث عمن يطبطب علينا و يشعر بنا ايا كان هذا الشخص .. حتى و ان كان هذا الشخص لن يكون سوى حروف تظهر في شاشة
ويا للعجب كيف أصبح العالم الإفتراضي ملجأً لنا من الواقع
كيف أصبحنا نلهث لمشاركة أفكارنا وأحلامنا ومشاعرنا مع غرباء!
وكيف أصبح الأقرباء لنا بعيدون جداً،حتى وإن كانت أجسادهم ملاصقة لنا
تفصل بين أرواحنا مسافات لا أعلم بِمَ أصفها ،هي فقط مسافات تتجاوز الزمن ..
ان الامر مؤلم و لا احد .. لا أنا و لا سواي .. يمكن أن يبخس قدر شيئ من فرط ما اوجعك أبكاك و لكن عليك ان تكون صريحا مع ذاتك و تعطي الاشياء مسمياتها الصحيحة كي لا تضل في الحياة .. فالحب حب و ما دونه ما دونه
اللحظات الأخيرة في انتظار من لم يأت
النقاشات الأخيرة للحفاظ على علاقة ستنتهي
الطلقات الأخيرة قبل الانسحاب من المدن
واللقاءات الأخيرة لصداقة أفترها الزمن
التفكير في الانتظار دقيقة أخرى
وإعادة نفس الحجة في النقاش للمرة العاشرة
والاتفاق على اللقاء في أقرب فرصة
التعهد بترتيب موعد جديد
والوعد باستمرار الصداقة رغم كل شئ
وأناشيد البعيدين عن العودة
كان علينا أخيرا أن نتبع استراتيجية الحد الأدني من الحنين، ليس كثيرا جدا، بحيث يمكننا التخلص بسهولة من أحمال ماض طموح في ملحميته، و تغيرات سريعة لواقع متفلت، ليس قليلا جدا، حيث يمكن لتلك القسوة أن تتسلل إلينا، لنرى أن كل شئ زائل، ونفقد القدرة على حب الآخرين والتعلق بهم، الطمأنينة بينهم، ونحارب القسوة بأن نصير قساة، الحد الأدنى، الذي يجعل الطمأنينة ممكنة، لأن الحاضر يظل بوسعه أن يكون جميلا، بوسعه أن يصير حنينا قادما، وإن فكرة التماه معه تظل ممكنة، الحد الأدنى الذي ربما يجعل بإمكاننا أن نبتسم فعلا من داخلنا للآخرين، لكن أيضا يصير بوسعنا حال ابتعادهم ، أن يقتصر الوداع ، على تنهيدة طويلة، ثم لا شئ
إن عليك ان تتعافى من هذا التعلق الذي لن يقودك لنفعك اخرج من غرفتك اخرج من هاتفك .. اخرج من المواقع و المجموعات و النت و الشات و عش تجربة حقيقية .. اعثر على صديق لا تخجل على البكاء امامه .. أحب فتاة تستطيع أن تستحضر ابتسامتها فتبتسم .. تستطيع ان تعرف الحزن في عينيها .. اخرج من غرفتك و عش و لا تنعزل و احمل الله في قلبك و اعلم أنه موجود دائما حتى و ان اختفى الجميع و ادار الجميع ظهره لك
لا تبك أيها الطيب لان شخصا كان يشعر بك اختفى .. الله موجود و سيلقي في طريقك دوما اشخاصا يملؤون قلبك
لكن عليك ان تخرج نفسك من وهمك و عزلتك وان تثق أن الله سيلقي ذات يوم كلمته في قلبك
#تم الاستعانه بفقرات من مدونة خفة للكاتب بلال علاء
ببعض الجهد، يمكن للمرء أن يلاحظ في أي عالم يدخله، أنه عالم جديد، ليس بمعنى أنه عالم قد تشكل للتو، ولكن أنه عالم في طور التشكل على الدوام، وأن ما يشاهده المرء عند رؤيته الأولى لعالم ما، ليست هي صورة هذا العالم الأولى أو المثلي، ولكنها إحد لحظات تحوله التي لا تنتهي، الجميع عابرون قد وصلوا لتوهم، ويحاولون التعامل مع الأمر، ليس هناك بالضبط أصالة لأحدهم في هذا العالم أو ذلك، إلا بقدر ما يمنحه تشكك الآخرين في أنفسهم، وبقدر رغبة هؤلاء الآخرين في تصورأن هناك قواعد ما تحكم الأمور
يا صديقي .. هناك نوع من الاستسلام يشبه السكينة .. كأن تتوقف عن الركض وراء الاشياء أو انتظارها
إن لك قلبا لطيفا طيباً .. لا يزال غضا طرياً يبحث في الارجاء عمن يكون عليه شفيقا ليناً .. و الدعم في فضاء افتراضي كالفيس بوك والسوشيال ميديا حيث لا يوجد تواصل حسي غير ان الافكار و الاحاسيس تنقلها الكلمات لشخص في مكانه القصي .. تعلقت بكيانه غير المرئي .. هذا الكيان الذي ملأ فيك جانبا فارغا من روحك فتعلق قلبك بها لكن هل هذا هو الحب ؟
اننا نخلط احيانا ايها الطيب بين الحب و الحاجة و بين التعلق النابع من ذات الشخص و التعلق النابع من ذواتنا نحن و حاجاتنا اننا احيانا نسقط مشاعرنا على شخص بعيد نجهل تفاصيله .. على كيان افتراضي وجدنا فيه شبها كبيرا بنا .. قد نتعلق بمن لمس شيئا في روحنا ذات عبور .. و قد نتوهم ان هذه المشاعر حب و عشق .. و لكنها ليست كذلك ..اننا فقط نبحث عن انفسنا و نبحث عمن يطبطب علينا و يشعر بنا ايا كان هذا الشخص .. حتى و ان كان هذا الشخص لن يكون سوى حروف تظهر في شاشة
ويا للعجب كيف أصبح العالم الإفتراضي ملجأً لنا من الواقع
كيف أصبحنا نلهث لمشاركة أفكارنا وأحلامنا ومشاعرنا مع غرباء!
وكيف أصبح الأقرباء لنا بعيدون جداً،حتى وإن كانت أجسادهم ملاصقة لنا
تفصل بين أرواحنا مسافات لا أعلم بِمَ أصفها ،هي فقط مسافات تتجاوز الزمن ..
ان الامر مؤلم و لا احد .. لا أنا و لا سواي .. يمكن أن يبخس قدر شيئ من فرط ما اوجعك أبكاك و لكن عليك ان تكون صريحا مع ذاتك و تعطي الاشياء مسمياتها الصحيحة كي لا تضل في الحياة .. فالحب حب و ما دونه ما دونه
اللحظات الأخيرة في انتظار من لم يأت
النقاشات الأخيرة للحفاظ على علاقة ستنتهي
الطلقات الأخيرة قبل الانسحاب من المدن
واللقاءات الأخيرة لصداقة أفترها الزمن
التفكير في الانتظار دقيقة أخرى
وإعادة نفس الحجة في النقاش للمرة العاشرة
والاتفاق على اللقاء في أقرب فرصة
التعهد بترتيب موعد جديد
والوعد باستمرار الصداقة رغم كل شئ
وأناشيد البعيدين عن العودة
كان علينا أخيرا أن نتبع استراتيجية الحد الأدني من الحنين، ليس كثيرا جدا، بحيث يمكننا التخلص بسهولة من أحمال ماض طموح في ملحميته، و تغيرات سريعة لواقع متفلت، ليس قليلا جدا، حيث يمكن لتلك القسوة أن تتسلل إلينا، لنرى أن كل شئ زائل، ونفقد القدرة على حب الآخرين والتعلق بهم، الطمأنينة بينهم، ونحارب القسوة بأن نصير قساة، الحد الأدنى، الذي يجعل الطمأنينة ممكنة، لأن الحاضر يظل بوسعه أن يكون جميلا، بوسعه أن يصير حنينا قادما، وإن فكرة التماه معه تظل ممكنة، الحد الأدنى الذي ربما يجعل بإمكاننا أن نبتسم فعلا من داخلنا للآخرين، لكن أيضا يصير بوسعنا حال ابتعادهم ، أن يقتصر الوداع ، على تنهيدة طويلة، ثم لا شئ
إن عليك ان تتعافى من هذا التعلق الذي لن يقودك لنفعك اخرج من غرفتك اخرج من هاتفك .. اخرج من المواقع و المجموعات و النت و الشات و عش تجربة حقيقية .. اعثر على صديق لا تخجل على البكاء امامه .. أحب فتاة تستطيع أن تستحضر ابتسامتها فتبتسم .. تستطيع ان تعرف الحزن في عينيها .. اخرج من غرفتك و عش و لا تنعزل و احمل الله في قلبك و اعلم أنه موجود دائما حتى و ان اختفى الجميع و ادار الجميع ظهره لك
لا تبك أيها الطيب لان شخصا كان يشعر بك اختفى .. الله موجود و سيلقي في طريقك دوما اشخاصا يملؤون قلبك
لكن عليك ان تخرج نفسك من وهمك و عزلتك وان تثق أن الله سيلقي ذات يوم كلمته في قلبك
#تم الاستعانه بفقرات من مدونة خفة للكاتب بلال علاء