السبت، 28 يناير 2017

علاقات افتراضية كاملة

ببعض الجهد، يمكن للمرء أن يلاحظ في أي عالم يدخله، أنه عالم جديد، ليس بمعنى أنه عالم قد تشكل للتو، ولكن أنه عالم في طور التشكل على الدوام، وأن ما يشاهده المرء عند رؤيته الأولى لعالم ما، ليست هي صورة هذا العالم الأولى أو المثلي، ولكنها إحد لحظات تحوله التي لا تنتهي، الجميع عابرون قد وصلوا لتوهم، ويحاولون التعامل مع الأمر، ليس هناك بالضبط أصالة لأحدهم في هذا العالم أو ذلك، إلا بقدر ما يمنحه تشكك الآخرين في أنفسهم، وبقدر رغبة هؤلاء الآخرين في تصورأن هناك قواعد ما تحكم الأمور
يا صديقي .. هناك نوع من الاستسلام يشبه السكينة .. كأن تتوقف عن الركض وراء الاشياء أو انتظارها
إن لك قلبا لطيفا طيباً .. لا يزال غضا طرياً يبحث في الارجاء عمن يكون عليه شفيقا ليناً .. و الدعم في فضاء افتراضي كالفيس بوك والسوشيال ميديا  حيث  لا يوجد تواصل حسي غير ان الافكار و الاحاسيس تنقلها الكلمات لشخص في مكانه القصي .. تعلقت بكيانه غير المرئي .. هذا الكيان الذي ملأ فيك جانبا فارغا من روحك فتعلق قلبك بها لكن هل هذا هو الحب ؟
اننا نخلط احيانا ايها الطيب بين الحب و الحاجة و بين التعلق النابع من ذات الشخص و التعلق النابع من ذواتنا نحن و حاجاتنا اننا احيانا نسقط مشاعرنا على شخص بعيد نجهل تفاصيله .. على كيان افتراضي وجدنا فيه شبها كبيرا بنا .. قد نتعلق بمن لمس شيئا في روحنا ذات عبور .. و قد نتوهم ان هذه المشاعر حب و عشق .. و لكنها ليست كذلك ..اننا فقط نبحث عن انفسنا و نبحث عمن يطبطب علينا و يشعر بنا ايا كان هذا الشخص .. حتى و ان كان هذا الشخص لن يكون سوى حروف  تظهر في شاشة
ويا للعجب كيف أصبح العالم الإفتراضي ملجأً لنا من الواقع
كيف أصبحنا نلهث لمشاركة أفكارنا وأحلامنا ومشاعرنا مع غرباء!
وكيف أصبح الأقرباء لنا بعيدون جداً،حتى وإن كانت أجسادهم ملاصقة لنا
تفصل بين أرواحنا مسافات لا أعلم بِمَ أصفها ،هي فقط مسافات تتجاوز الزمن ..
ان الامر مؤلم و لا احد .. لا أنا و لا سواي .. يمكن أن يبخس قدر شيئ من فرط ما اوجعك أبكاك و لكن عليك ان تكون صريحا مع ذاتك و تعطي الاشياء مسمياتها الصحيحة كي لا تضل في الحياة .. فالحب حب و ما دونه ما دونه
اللحظات الأخيرة في انتظار من لم يأت
النقاشات الأخيرة للحفاظ على علاقة ستنتهي
الطلقات الأخيرة قبل الانسحاب من المدن
واللقاءات الأخيرة لصداقة أفترها الزمن
التفكير في الانتظار دقيقة أخرى
وإعادة نفس الحجة في النقاش للمرة العاشرة
والاتفاق على اللقاء في أقرب فرصة
التعهد بترتيب موعد جديد
والوعد باستمرار الصداقة رغم كل شئ
وأناشيد البعيدين عن العودة
كان علينا أخيرا أن نتبع استراتيجية الحد الأدني من الحنين، ليس كثيرا جدا، بحيث يمكننا التخلص بسهولة من أحمال ماض طموح في ملحميته، و تغيرات سريعة لواقع متفلت، ليس قليلا جدا، حيث يمكن لتلك القسوة أن تتسلل إلينا، لنرى أن كل شئ زائل، ونفقد القدرة على حب الآخرين والتعلق بهم، الطمأنينة بينهم،  ونحارب القسوة بأن نصير قساة، الحد الأدنى، الذي يجعل الطمأنينة ممكنة، لأن الحاضر يظل بوسعه أن يكون جميلا، بوسعه أن يصير حنينا قادما، وإن فكرة التماه معه تظل ممكنة، الحد الأدنى الذي  ربما يجعل بإمكاننا أن نبتسم فعلا من داخلنا للآخرين، لكن أيضا يصير بوسعنا حال ابتعادهم ، أن يقتصر الوداع ، على تنهيدة طويلة، ثم لا شئ
إن عليك ان تتعافى من هذا التعلق الذي لن يقودك لنفعك اخرج من غرفتك اخرج من هاتفك .. اخرج من المواقع و المجموعات و النت و الشات و عش تجربة حقيقية .. اعثر على صديق لا تخجل على البكاء امامه .. أحب فتاة تستطيع أن تستحضر ابتسامتها فتبتسم .. تستطيع ان تعرف الحزن في عينيها .. اخرج من غرفتك و عش و لا تنعزل و احمل الله في قلبك و اعلم أنه موجود دائما حتى و ان اختفى الجميع و ادار الجميع ظهره لك
لا تبك أيها الطيب لان شخصا كان يشعر بك اختفى .. الله موجود و سيلقي في طريقك دوما اشخاصا يملؤون قلبك
لكن عليك ان تخرج نفسك من وهمك و عزلتك وان تثق أن الله سيلقي ذات يوم كلمته في قلبك
#تم الاستعانه بفقرات من مدونة خفة للكاتب بلال علاء 

أسفة ...أرفض هذا الطلاق

الجملة التي جائت علي لسان ميرفت أمين بطلة الفيلم الذي تم عرضه في الثمانينات وهي تجسد دور منى الزوجة التي تحتفل بعيد زواجها العاشر مع رجل ظلت تسانده طوال هذه المدة يوما بيوم ولحظة بلحظة لتفاجئ بأنه قرر منفردا أن يهدم معبد زواجهم رأسا علي عقب دون أن تدري ولا تفهم ....
تقف مني مذهولة أمام هذا الحدث ... في لحظات تمر كالدهر تري لحظات حبهم الأولي واشتياقه لها وشفغه بها واستباقه اللحظات والظروف لتكون شريكة حياته وتحديها معه للوصول للمكانة التي وصل اليها الأن
لم تفكر مني في انوثتها المجروحة ولم تبحث عن أمراءة أخري تلاعبت بزوجها ولم تذهب لتشتكيه للحاضر والغائب لم تفكر الا في البيت الذي يشهد كل ركن فيه علي يوم من عمرها .. في التمسك بحلم الامان والأستقرار والحب وقد ظنت انها توصلت اليهم ولم تتوقع هذا الغدر يوما .
عن كل تلك اللحظات التي احتضنت خوفه وطمانته فيها ....
عن كل تلك الايام التي كانت حليفته الوحيدة والكل أعداؤه .....
عن كل تلك الليالي التي كان يرتجف فيها فزعا من القادم فسهلت ويسرت له سبل المواجهة والنجاح
عشر سنوات او يزيد تمر امام اعينها وهي لاتصدق مايحدث ...مني مثال لكل سيدة كان كل حلمها هو أن تكون وتد لبيت هادئ فينقلب الهدوء إعصار .. مني الهادئة المانحة للحب لا مقابل , الصورة التقليدية الغير مبهرة التفاصيل والتي بلغة الرجل الشرقي ست خام ويبدو ان نموذج الست الخام لم يكن هو الهدف لعالم الرجال يوما بل يستهويهم النموذج الصارخ
نموذج المرأه المتمردة الأفكار .. الفرسة الجامحة بتعبير رجولي اكثر وضوحا فيستعذبون ترويضها وتطويعها حتي تصبح ملك يمينهم فيبداون في البحث عن فرسة أخري ودواليك ...
كان الفيلم معبرا عن صرخة سيدة تري كل احلامها يتم وأدها بكلمة من الرجل صاحب القوامة
القوامة التي أصبحت مفردا يساوي الحق في القسوة .. القدرة علي الأغتيال المعنوي ... الفجر في الخصومة
وابتعد الكل عن قوامة الاحتواء والسند والهجر بالمعروف
وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
واخيرا هذه القضية هناك الاقدر والاعلم منا قتلوها بحثا فقهيا وشرعيا ولكن من المنظور الانساني فلا أري مايعيب قوامة الرجل من توثيق الطلاق ومشاركة الزوجة فيه كما كانت شريكا في إشهار الزواج والموافقة عليه حيث لن ينتقص ذلك من جينات رجولته ولن يعيب المجتمع الذكوري أن يعطي من كانت تشاركه فراشه يوما حق الرفض او الموافقة .
الطلاق الشفهي ليس تهديدا ولا تأديبا لزوجتك ... الطلاق الشفهي ليس من الرجولة في شئ وماهو الا انتقاص منك
الطلاق الشفهي سهم ينطلق بلا رجعة يقتل شئ ما في شريكتك في كل مرة تنطق به مهددا
مني عندما عاد لها زوجها التي حاربت امام محتمع أعتبرها بلا كرامة لتمسكها برجل لفظها قالت جملة مهمة جدا
" عصام رجع بس أخد مني حاجة عمرها ما هترجع ....أخد الامان "